سورة التوبة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


قوله عز وجل {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} الآية: وفي كلام الله وجهان أي إن استأمنك فأمِّنه.
أحدهما: أنه عني سورة براءة خاصة ليعلم ما فيها من حكم المقيم على العهد. وحكم الناقض له والسيرة في المشركين والفرق بينهم وبين المنافقين.
الثاني: يعني القرآن كله، ليهتدي به من ضلاله ويرجع به عن كفره.
{ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} يعني إن أقام على الشرك وانقضت مدة الأمان.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: الرشد من الغيّ.
والثاني: استباحة رقابهم عند انقضاء مدة أمانهم.


قوله عز وجل {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِيْنَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ} الآية. يحتمل وجهين:
أحدهما: إذا لم يعطوا أماناً.
الثاني: إذا غدروا وقاتلوا.
وفي قوله {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم قوم من بني بكر بن كنانة، قاله ابن إٍسحاق.
والثاني: أنهم قريش، وهو قول ابن عباس.
والثالث: خزاعة، قاله مجاهد.
والرابع: بنو ضمرة، قاله الكلبي.
{فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ} يعني فما أقاموا على الوفاء بالعهد فأقيموا عليه، فدل على أنهم إذا نقضوا العهد سقط أمانهم وحلّت دماؤهم.


قوله عز وجل {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} يعني يقووا حتى يقدروا على الظفر بكم. وفي الكلام محذوف وتقديره: كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم.
{لاَ يرْقُبُوْ فِيكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: لا يخافوا: قاله السدي.
الثاني: لا يراعوا.
{إِلأَ وَلاَ ذِمَّةً} وفي الإلّ سبعة تأويلات.
أحدها: أنه العهد، وهوقول ابن زيد.
والثاني: أنه اسم الله تعالى، قاله مجاهد، ويكون معناه لا يرقبون الله فيكم.
والثالث: أنه الحلف، وهو قول قتادة.
والرابع: أن الإل اليمين، والذمة العهد، قاله أبو عبيدة، ومنه قول ابن مقبل:
أفسد الناس خلوف خلفوا *** قطعوا الإلَّ وأعراق الرَّحِم
والخامس: أنه الجوار، قاله الحسن.
والسادس: أنه القرابة، قاله ابن عباس والسدي، ومنه قول حسان:
وأُقسم إن إلَّك من قريش *** كإل السّقْبِ من رَأل النعام
والسابع: أن الإل العهد والعقد والميثاق واليمين، وأن الذمة في هذا الموضع التذمم ممن لا عهد له، قاله بعض البصريين.
{وَلاَ ذِمَّةً} فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: الجوار، قاله ابن بحر.
الثاني: أنه التذمم ممن لا عهد له، قاله بعض البصريين.
والثالث: أنه العهد وهو قول أبي عبيدة.
{يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: يرضونك بأفواههم في الوفاء وتأبى قلوبهم إلا الغدر.
والثاني: يرضونكم بأفواههم في الطاعة وتأبى قلوبهم إلا المعصية.
والثالث: يرضونكم بأفواهم في الوعد بالإيمان وتأبى قلوبهم إلا الشرك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضيه من المشركين إلا بالإيمان.
{وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: في نقض العهد وإن كان جميعهم بالشرك فاسقاً.
والثاني: وأكثرهم فاسق في دينه وإن كان كل دينهم فسقاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8